في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الإدماج الرقمي للأشخاص في وضعية إعاقة بصرية، سلطت جريدة l’économiste في عددها الصادر يوم 19 فبراير 2025 الضوء على أهمية النفاذ الرقمي وضرورة اعتماد استراتيجية وطنية لضمان وصول الجميع إلى الخدمات الإلكترونية دون عوائق.
وقد كان للأستاذ نابيل المعروفي، المستشار التقني وعضو المكتب التنفيذي لجمعية رؤى التكنولوجيا، حضور بارز في هذه المناقشة، حيث استعرض واقع النفاذ الرقمي في المغرب، من خلال تجربته اليومية كشخص في وضعية إعاقة بصرية، إضافة إلى عمله في تقييم الحلول الرقمية وتقديم استشارات تقنية لضمان شمولية الخدمات الإلكترونية.
التحديات الرقمية التي تواجه الأشخاص في وضعية إعاقة
أكد الأستاذ نابيل المعروفي أن هناك تحسنًا تدريجيًا في إدراك المؤسسات لأهمية النفاذ الرقمي، لكنه شدد على أن العقبات لا تزال قائمة، ومن أبرزها:
· عدم توافق العديد من المنصات الإلكترونية مع قارئات الشاشة والتقنيات المساعدة.
· استخدام الكابتشا غير الملائمة التي تمنع الأشخاص المكفوفين من إتمام العمليات الرقمية بسهولة.
· تصاميم غير ملائمة تجعل التفاعل مع المواقع والتطبيقات صعبًا لذوي الإعاقات البصرية والحركية.
· نقص الوعي لدى بعض المؤسسات بضرورة دمج النفاذ الرقمي في مرحلة التصميم وليس بعد إطلاق المنصات الرقمية.
ما هي الجهود المبذولة؟
أبرز المقال أن الحكومة المغربية تعمل على إدماج النفاذ الرقمي في الرقمنة الإدارية، إلا أن هذه العملية تتطلب إجراءات أكثر سرعة وفعالية لتلبية احتياجات جميع المواطنين. ومن بين الحلول المقترحة:
· اعتماد معايير WCAG (إرشادات النفاذ إلى محتوى الويب) لضمان توافق المنصات الرقمية مع التقنيات المساعدة.
· تقييم دوري للمواقع الإلكترونية والخدمات الرقمية للتأكد من إمكانية استخدامها من قبل الأشخاص في وضعية إعاقة.
· تحسين الوعي والتدريب على تصميم تجارب مستخدم دامجة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات جميع الفئات.
دور جمعية رؤى التكنولوجيا في دعم النفاذ الرقمي
باعتبارها جمعية رائدة في مجال التكنولوجيا المساعدة للأشخاص في وضعية إعاقة بصرية، تواصل رؤى التكنولوجيا جهودها في التوعية، التدريب، وتقديم الاستشارات التقنية للجهات الفاعلة في المجال الرقمي، من أجل ضمان ولوج متكافئ إلى التكنولوجيا والخدمات الرقمية.
وفي هذا الإطار، يشكل الدور الذي يقوم به الأستاذ نابيل المعروفي إضافة نوعية لعمل الجمعية، من خلال تقديم الخبرة التقنية والتقييم المستقل لجعل العالم الرقمي أكثر شمولًا وملاءمة للجميع.
إن النفاذ الرقمي ليس مجرد ترفْ، بل هو حق أساسي يجب أن يُضْمَنَ للجميع، تحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص واستقلالية الأشخاص في وضعية إعاقة. ومن هذا المنطلق، تدعو جمعية رؤى التكنولوجيا جميع المؤسسات والجهات الفاعلة إلى دمج النفاذ الرقمي في جميع المشاريع التكنولوجية، لضمان بناء مجتمع رقمي أكثر شمولًا وعدالة.